اللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ

أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الْإِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ، وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ، وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ، وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ. كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَث ، مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ، وَغَيْرُ كُلِّ شَيءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ ، فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالْآلَةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ.

الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله )

ابْتَعَثَهُ بِالنُّورِ الْمُضِي‏ءِ ، وَ الْبُرْهَانِ الْجَلِيِّ ، وَ الْمِنْهَاجِ الْبَادِي ، وَ الْكِتَابِ الْهَادِي . أُسْرَتُهُ خَيْرُ أُسْرَةٍ ، وَ شَجَرَتُهُ خَيْرُ شَجَرَةٍ ، أَغْصَانُهَا مُعْتَدِلَةٌ ، وَ ثِمَارُهَا مُتَهَدِّلَةٌ . مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ ، وَ هِجْرَتُهُ بِطَيْبَةَ ، عَلَا بِهَا ذِكْرُهُ ، وَ امْتَدَّ مِنْهَا صَوْتُهُ . أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ ، وَ مَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ ، وَ دَعْوَةٍ مُتَلَافِيَةٍ ، أَظْهَرَ بِهِ الشَّرَائِعَ الْمَجْهُولَةَ ، وَ قَمَعَ بِهِ الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ ، وَ بَيَّنَ بِهِ الْأَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ . فَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دَيْناً تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُهُ ، وَ تَنْفَصِمْ عُرْوَتُهُ ، وَ تَعْظُمْ كَبْوَتُهُ ، وَ يَكُنْ مَآبُهُ إِلَى الْحُزْنِ الطَّوِيلِ ، وَ الْعَذَابِ الْوَبِيلِ ، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكُّلَ الْإِنَابَةِ إِلَيْهِ ، وَ أَسْتَرْشِدُهُ السَّبِيلَ الْمُؤَدِّيَةَ إِلَى جَنَّتِهِ الْقَاصِدَةَ إِلَى مَحَلِّ رَغْبَتِهِ

ذلك الكتاب لا ريب فيه

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتَابَ نُوراً لاَ تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ ؛ وَسِراجاً لاَيَخْبُو تَوَقُّدُهُ ؛ وَبَحْرَاً لاَيُدْرَكُ قَعْرُهُ ؛ وَمِنْهَاجاً لاَ يُضَلُّ نَهْجُهُ ؛ وَشُعَاعاً لاَيُظْلَمُ ضَوْؤُهُ ؛ وَفُرْقَاناً لاَيُخْمَدُ بُرْهَانُهُ ؛ وَتِبْيَاناً لاَ تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ ؛ وَشِفَاء ً لاَتُخْشَي أَسْقَامُهُ ؛ وَعِزَّاً لاَتُهْزَمُ أَنْصَارُهُ ؛ وَحَقَّاً لاَ تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ . فَهُوَ مَعْدِنُ الإيمَانِ وَبُحْبُوحَتُهُ ، وَيَنَابِيعُ العِلْمِ وَبُحُورُهُ ، وَرِيَاضُ العَدْلِ وَغُدْرَانُهُ ، وَأَثَافِيُّ الإسْلاَمِ وَبُنْيَانُهُ ، وَأَوْدِيَة ُ الحَقِّ وَغِيطَانُهُ . وَبَحْرٌ لاَيَنْزِفُهُ المُسْتَنْزِفُونَ ، وَعُيُونٌ لاَ يُنْضِبُهَا المَاتِحُونَ ، وَمَنَاهِلُ لاَيُغْيضُها الوَارِدُونَ ، وَمَنازِلُ لاَ يَضِلُّ نَهْجَهَا المُسافِرُونَ ، وَأَعْلاَمٌ لاَيَعْمَي عَنْهَا السَّائِرُونَ ، وَأَكَامٌ لاَ يَجُوزُ عَنْهَا القَاصِدُونَ .

هدى للمتقين

جَعَلَهُ اللَهُ رَيَّاً لِعَطَشِ العُلَمَاء ِ ، وَرَبِيعَاً لِقُلوبِ الفُقَهَاء ِ ، وَمَحَاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحاء ِ ، وَدَوَاء ً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاء ٌ ، وَنُورَاً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَة ٌ ، وَحَبْلاً وَثِيقاً عُرْوَتُهُ ، وَمَعْقِلاً مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ ، وَعِزَّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ ، وَهُديً لِمَنْ ائْتَمَّ بِهِ ، وَعُذْرَاً لِمَنْ انْتَحَلَهُ ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ ، وَفَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ ، وَحَامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ ، وَمَطِيَّة ً لِمَنْ أَعْمَلَهُ ، وَآيَة ً لِمَنْ تَوَسَّمَ ، وَجُنَّة ً لِمَنْ اسْتَلاْمَ ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَي، وَحَدِيثَاً لِمَنْ رَوَي، وَحُكْماً لِمَنْ قَضَي.

آل محمد

هُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ، يُخْبِرُكُمْ حِلْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ، وَصَمْتُهُمْ عَنْ حِكَمِ مَنْطِقِهِمْ، لاَ يُخَالِفُونَ الْحَقَّ وَلاَ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، هُمْ دَعَائِمُ الاِْسْلاَمِ، وَوَلاَئِجُ الاْعْتِصَامِ، بِهِمْ عَادَ الْحَقُّ فِي نِصَابِهِ، وَانْزَاحَ الْبَاطِلُ عَنْ مُقَامِهِ، وَانْقَطَعَ لِسَانُهُ عَنْ مَنْبِتِهِ، عَقَلُوا الدِّينَ عَقْلَ وِعَايَة وَرِعَايَة، لاَ عَقْلَ سَمَاع وَرِوَايَة، فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ، وَرُعَاتَهُ قَلِيلٌ.

الاثنين، 27 مايو 2013

ولادة الإمام علي ( عليه السلام )

ولادة الإمام علي ( عليه السلام )

علي ( عليه السلام

وُلد الإمام علي ( عليه السلام ) في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب المبارك ، قَبل البعثة النبوية باثْنَتَي عشرة سنة ، في بيت الله الحرام ( الكعبة ) بمكّة المكرّمة .
عن يزيد بن قعنب قال : كنتُ جالساً مع العباس بن عبد المطّلب ( رضوان الله عليه ) ، وفريق من بني عبد العزى بازاء بيت الله الحرام ، إذْ أقبلَتْ فاطمة بنت أسد أُمّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكانت حاملاً به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق فقالت : يا رَبِّ ، إنِّي مؤمنة بك ، وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإنِّي مصدِّقة بكلام جدِّي إبراهيم الخليل ، وأنَّه بنى البيت العتيق ، فبحقِّ الذي بَنَى هذا البيت ، والمولود الذي في بَطْني ، إلاّ ما يسَّرتَ عليَّ ولادتي .

قال يزيد بن قعنب : فرأيت البيت قد انشقَّ عن ظهره ، ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا ، وعاد إلى حاله ، فرمنا أن ينفتح لنا الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنَّ ذلك من أمر الله تعالى .

ثمَّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
وهذه الحادثة ذكرها علماء المسلمين ومؤرِّخِيهم في كتبهم ، ومِمَّا ينبغي ذكره هنا أنَّ الفضل والكرامة التي نالها الإمام علي ( عليه السلام ) بولادته في جوف الكعبة لم يَنَلْه أحد في تاريخ الإنسانية على الإطلاق .
وهكذا كان الإمام علي ( عليه السلام ) أوّل مولود ولد في الكعبة المشرِّفة ، ولم يولد فيها بعده سواه ، تعظيماً لَه من اللهِ سبحانه وإجلالاً . 

مجلد :. دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام .:


http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=56

معلومات عن الكتاب

كتاب: دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام
تأليف: العلامة حسين النوري الطبرسي
الناشر: دار البلاغة
الطبعة: الثانية 2007

تحميل الكتاب


الكتاب في مجلد بأربع أجزاء
مضغوط في ملف واحد


http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=53

حجم الملف :- 131 MB

http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=52


التأسِّي بالقدوة الصالحة وبالأسوة الحسنة

http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=59

يقول الله تعالى في محكم كتابه: (لَقَد كانَ لَكُم في رسولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللهَ واليَومَ الآخِرَ وذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) (الأحزاب/ 21).
- التأسِّي أمرٌ فطريٌّ في الإنسان
الأسوة هي القدوة، والتأسِّي هو الإقتداء، وهو أمر فطريٌّ يميل إليه الإنسان ويبحث عنه تلقائياً، فهو يميل إلى أن يكون أمامه نموذج حيّ يقتدي به يُجسِّد المفاهيم ويأخذ المواقف ويتبنّى القرارات ويجري عملياً على طبقها، بحسب ظروفها ومقتضياتها لفظاً، وعملاً، وموقفاً.
فمنذ الصغر، تجد الطفل الصغير ينظر إلى أبيه ويحاول تقليده، وكذلك الفتاة تحاول تقليد أُمّها، وذلك واضح في تصرفات شتّى تظهر منذ السنوات الأولى لا تخفى على أحد.
وطبعاً هذه الأسوة قد تكون أسوة حسنة وقد تكون أسوة سيِّئة، فالإنسان وإن كان يطلب التأسِّي بالشيء الحسن بحسب نظره ورؤيته، إلا أنّه قد يضلّ الطريق ويشتبه عليه الأمر، فيتوهّم ما هو سيِّئ أنّه حسن، وما هو شر أنّه خير، فتكون الأسوة في الواقع أسوة سيِّئة وليست أسوة حسنة.
- الأسوة نظريّة وعمليّة
والأسوة نظرية وعملية، فالنظرية هي المبادئ والقوانين والسنن التي يتعلّمها الإنسان ويتبنّاها كمعتقدات وقناعات وهذا مهم، والأهم هو أن يكون هنالك شخص تتجسَّد فيه تلك المبادئ والقيم، وتتحرّك معه في كل مواقفه، وهذا هو الأسوة العملية التي يراها الناس أمامهم تُجسِّد النظرية عملاً وسلوكاً، وهي أبلغ وأدعى للتأسِّي والإقتداء.
فالأسوة العملية الحسنة هي الحق متحرِّكاً ومتمثِّلاً في شخصية متكاملة، متحرِّكة أمامك (لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ).. فالنبي أسوة عملية حسنة بتزكيةٍ وشهادة ربّانية.
وقد ورد في وصفه (ص) أنّه "كان خُلُقه القرآن" (ميزان الحكمة، الري شهري، ج1، ص800)، أي أنّه جسَّد القرآن الكريم عملياً في عمله وسلوكه حتى أنّك إذا أردت أن ترى القرآن الكريم في قيمه ومفاهيمه وأخلاقه متجسِّداً ومتحرِّكاً أمامك تنظر إليه بعينيك، فانظر إلى شخص النبي (ص) في سلوكه وكل حركاته وسكناته، فرسول الله (ص) أسوة عملية حسنة في كلّ لفظ أو فعل أو موقف.
فهو (ص) أسوة في الكلام (وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوَى) (النجم/ 3).. فكلامه معصوم عن الخطأ والزلل (وَما آتاكُمُ الرسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا) (الحشر/ 7).
وهو (ص) أسوة في الموقف والعمل (ما ضَلَّ صاحِبُكُم وَما غَوَى) (النجم/ 2).
وهو أسوة وحجّة حتى في سكوته وتقريره، لذلك كات العبارة الأُصولية: "قول المعصوم وفعله وتقريره حجّة".
- الفرق بين الأنبياء والحكماء والفلاسفة
ولو سألن عن السبب في كون الأنبياء أكثر تأثيراً في بني البشر من الحكماء والفلاسفة، لربّما كان الجواب هو أنّ الحكماء كانوا منظِّرين فحسب ولم يُعايشوا الناس ويُخالطوهم على الغالب، بخلاف الأنبياء، فإنّهم كانوا يتحرّكون مع الناس ويعيشون معهم في جميع شؤونهم، حتى قال بعضهم: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. ففي السلم والحرب، وفي الرخاء والبلاء، وفي السَّرّاء والضَّرّاء، بل وفي جميع شؤون الحياة كان النبي (ص) يتحرّك مع الناس ليعيش معهم كل المفارقات والمفاصل في الحياة والإختلافات والنزاعات ليُبيِّن لهم ميدانياً ومن قلب الواقعة والميدان: أين الحق من الباطل؟ وأين الصواب من الخطأ؟ وأين العلم من الجهل؟ وأين السداد من الإشتباه؟ يُعطي لكل واقعة حكمها، ولربّما دفع أثماناً لوجوده في قلب الحدث، ولكن كان ذلك يصبّ في خانة التضحيات في سبيل الرسالة.
ففيما ينقل عن نبي الله نوح (ع) أنّ قومه كانوا يتعمّدون عدم الإستماع إليه وكان يصل بهم التعسُّف والتعدِّي على حرمته المقدّسة أنّهم يضربونه حتى يُغشى عليه، ومع ذلك عندما كان يستفيق كان يأتيهم ويتابع مسيرته الرسالية بينهم. والله تعالى يُبيِّن أنّ أحد الأُمور التي كانوا يعجبون منها أنّ النبي كيف يكون رجلاً منهم، قال تعالى في سياق الكلام عن نبي الله نوح (ع): (أوَعَجِبتُم أن جاءَكُم ذِكرٌ مِن رَبِّكُم على رَجُلٍ مِنكُم لِيُنذِرَكُم ولِتَتَّقُوا ولَعَلّكُم تُرحَمُونَ) (الأعراف/ 63).
فهذا يُبيِّن شدّة لصوق الأنبياء الكرام بالمرسَل إليهم وقربه منهم.
بخلاف الفلاسفة والحكماء، فإنّهم في الأعمّ الأغلب منظِّرون للحقائق التجريدية عن بُعد، ولم يلتحموا بالواقع المعاش للناس ليكونوا متحرِّكين عملياً أمامهم لكي يؤثِّروا فيهم من الناحية التربوية، فلم يكونوا أسوة عملية مرأية لكل أحد، ولهذا كان الأنبياء مؤثِّرين في الناس على صعيد التهذيب والتربية والتأذيب والتزكية.
فالإنسان يتأثّر بعملٍ أو موقفٍ أمامه من أسوة عملية أكثر من تأثّره بسيلٍ من الكلمات، ولهذا يؤكِّد القرآن الكريم على أن يكون الرسول من جنس المرسَل إليهم فيردّ إشكال مّن قال إنّ النبي ينبغي أن يكون مَلَكاً من الملائكة بقوله تعالى: (وَلَو جَعَلناهُ مَلَكاً لَجَعَلناهُ رَجُلاً ولَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ) (الأنعام/ 9). فكيف يتأسّى الناس بمَلَك؟ فإنّهم سيقولون هو مَلَك يمتلك من الطاقات ما لا نمتلكه فكيف يكون قدوة لنا؟ فلابدّ أن يكون رجلاً مماثلاً في التكوين وفي الشعور والظروف حتى يقول المتأسِّي هو مثلي ففعل كذا ويُمكن لي أن أقتفي أثره وأمشي على خطاه وأقتدي به.
- السرّ في أهميّة الأسوة
قد يسأل سائل ما الحاجة للأسوة والقدوة؟ فنقول: فضلاً عمّا ذكرنا آنفاً من كون التأسِّي أمراً مرتكزاً في أعماق النفس الإنسانية، فإنّه يوجد حاجة ملحّة لوجود الأسوة وللتأسِّي بها، وذلك للدور الكبير الذي تلعبه في طريق الوصول إلى الكمال المنشود للنفس الإنسانية وتزكيتها وتهذيبها، وهذه بعض الأمور المهمّة التي يُساهم فيها التأسِّي:
1- الأسوة توفِّر على طالب الحق عناء البحث والتمحيص والمرور بمرحلة الشك ووضع الإحتمالات والموازنة فيما بينها، ثمّ الإجتهاد والتعب والبحث عمّا يقوِّي إحتمالاً على آخر، فتُسهِّل فرص الوصول إلى المبتغى من التهذيب والتكامل لأنّها تختزل من الأوّل الخيارات في خيار واحد متعيّن لا ثاني له وهو خيار الأسوة العملية الحسنة.
2- الأسوة تضمن النتيجة السديدة وعدم الخطأ في الإحتمال الصائب، بينما على فرض البحث الشخصي، فإنّ إحتمال الخطأ والإشتباه يبقى متأتياً وماثلاً.
3- الأسوة تُسرِّع الوصول إلى الغاية والهدف المراد، وهذا مترتِّب على ما ذكرنا، حيث تُطوى تلك المقدمات التي يحتاجها الباحث للوصول إلى الحق.
4- الأسوة تقوِّي مقتضى الصلاح في الأفراد، فإنّ وجود الأسوة العملية المرئية يقوِّي الإذعان بإمكان تجسُّد القيم النظرية في أشخاص واقعية، وهذا يُبعد تصوّر أنّ المبادئ والقيم تبقى مخطوطة بالمداد على القرطاس مع تعذُّر تجسيدها في الواقع.
أهميّة الأسوة في حياة كلّ إنسان، وإختيار الأسوة الحسنة، ونبذ الأسوة السيِّئة: لابدّ من التأسِّي، فإنّ الأسوة قد تكون حسنة وقد تكون سيِّئة.
فميل الإنسان بفطرته إلى التأسِّي يدفعه إلى أن يتخذ أسوة، فإن لم تكن حسنة فإنّها تكون سيِّئة، وإن لم تكن صالحة فستكون فاسدة، فإذاً عملية التأسِّي ستكون مفروغاً منها إجمالاً، إلا أنّ المهم هو إختيار الأسوة الحسنة بعد تمييزها عن السيِّئة، وعند حصول الإشتباه بين الحسنة والسيِّئة هناك تقع الكارثة.
ولابدّ من بيان نظرة الشريعة المقدسة للأمور التي تُصبح رموزاً يُعرف بها الكُفّار، فإنّها تنهى عن تعاطيها وتُبالغ في النهي حتى ولو كانت كلمة تُقال.
فمثلاً كلمة (راعنا) هي تتضمّن معنى ليس فيه عيب ولا قبح، إلا أنّ اليهود قد جعلوا لها معنى آخر فصارت تتضمّن معنى الإستهزاء بالنبي (ص)، فنهى الله تعالى المسلمين عن التلفظ بها وأمر بإستبدالها بكلمة (انظرنا).
فحتى كلمة لم يرض الله تعالى بإستعمالها من قِبَل المسلمين لمّا تحوّلت إلى لفظ متعارف عليه لدى الكفار فيه نيل من الحرمات، فكيف بالأعمال والمنتجات المروَّجة؟ وكيف بالقناعات والإعتقادات والأعراف والسلوكيات؟ وكيف بالتقليد الأعمى لكل ما يقوم به الغرب الكافر؟
فإنّه من الأولى أن يكون الإسلام ناهياً المؤمنين عن التشبُّه بالكفّار في مواردها.
قال تعالى: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انظُرَنا) (البقرة/ 104).
ويقول تعالى: (مِنَ الذينَ هادُوا يُحَرِّفونَ الكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ ويقُولُونَ سَمِعنا وعَصَينا واسمَع غَيرَ مُسمَعٍ وراعِنا لَيّا بِألسِنَتِهِم وطَعنا في الدِّينِ ولَو أنّهُم قالُوا سَمِعنا وأطَعنَا وَاسمَع وانظُرنا لَكَانَ خَيراً لَهُم وأقوَمَ ولكِن لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفرِهِم فَلا يُؤمِنونَ إلا قَلِيلاً) (النِّساء/ 46).

المصدر: كتاب (مواعظٌ قرآنية)

:. واجب الإعلام الدولي نحو شريحة الشباب .:


http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=60

حاجات الإنسان هي نفسها في مراحل الطفولة والشباب والكهولة، خصوصاً الحاجات الفسيولوجية. هذه الحاجات التي تتمثل في الطعام والشراب والكساء والدواء وحاجات نفسية من الحب والتقدير وتحقيق الذات والصحة النفسية.. وما إلى ذلك.
الا أنّ لكل مرحلة عمرية تطلعات وإدراكات تختلف عن غيرها من المراحل، فبالإضافة إلى الحاجات المتفق عليها للناس جميعاً، فإنّ الشباب يواجهون حاجات خاصة بهم، فالشباب هم طلبة المدارس في المراحل الأخيرة، وطلبة الجامعات، وهم العمال، والموظفون على كافة أشغالهم، وتزيد احتياجاتهم إلى المطالعة والترفيه وتحقيق الذات والعمل والكسب المادي لمواجهة أعباء الحياة.
وتتنوع نظرتهم إلى وسائل الإعلام مثل الصحف والاذاعة والتلفزيون. ومن هنا لابدّ للاعلاميين سواء في الاعلام المحلي أو الاعلام الدولي الموجّه تحسس مشكلات فترة الشباب وخصوصاً المراهقة.
ونحن نستطيع بدورنا أن نحدد مرحلة الشباب من سن 13 حتى سن 40 حيث مراحل الأحداث والمراهقة والنضج والزواج وتكوين الأسرة والدراسة والعمل والزواج وغيرها. فلابدّ من تحسس مشاكل الشباب وتصميم برامج اذاعية وتلفزيونية محلية ودولية ملائمة لهذه الفئة العمرية سواء كانوا ذكوراً أم اناثاً.
هذه المشاكل مثل: قلة فرص العمل أو البطالة، ارتفاع تكاليف الزواج والمهور، الادمان على المشروبات، أو تعاطي المخدرات، أو الحبوب المهدئة، أو المنشطة. التطرف والجنوح في قضايا أساسية قد تكون وطنية محلية أو قضايا عالمية. الاغتراب بسبب العمل أو الدراسة. انهيار العلاقات الأسرية وتفككها. المعاناة من وقت الفراغ وسوء استخدام الوقت وخاصة التعامل مع أوقات الفراغ. افتقاد الشباب إلى الوعظ والارشاد والتوجيه في مراحل سن الشباب. الأمية الثقافية أي قد يكون الشاب متعلماً ولكنه يفتقر إلى مهارات ثقافية مثل الاطلاع والبحث والمطالعة والانترنت والكمبيوتر ومتابعة الأحداث الساخنة. غياب الصحة النفسية بسبب المعاناة الناجمة عن متاعب خاصة أو عامة. ومن هنا يقع على عاتق الأسر والحكومات والاتفاقيات الدولية والاعلام المحلي والاعلام الدولي بالتدخل لتوجيه الشباب وارشادهم وحل مشاكلهم عن طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمشاركة في المشاريع وعمل مؤتمرات ومعسكرات للشباب وتطوير الأندية والمنتديات والعلاقات الشبابية الدولية وتوجيه الشباب نحو سلوك أفضل وتخصيص ندوات وصحف للصحف وتعريف الشباب بمشكلاتهم الخاصة والمحلية والاقليمية والدولية وطرق حلها ومشاركتهم في حلها، وخلق روح المواطنة والانتماء لدى الشباب، وانشاء مؤسسات شبابية، ودعم هذه المؤسسات، وفتح أبواب العمل وترسيخ القيم والمبادئ والعادات الحسنة في الشباب وروح التسامح والتعاون الدولي، وطرح مشاكل الشباب ومناقشتها، ومشاركة الشباب في تصور حلول لها. ومن هنا يأتي دور الاعلام في الصحافة والاذاعة والتلفزيون فيما تم ذكره.

ويمثل الشباب الشريحة الأكبر في المجتمع، حيث تشير الاحصائيات إلى أنّ الشباب يمثلون ما يقرب حوالي 45% من سكان العالم. ويقدر حجم الشباب في بلدان العالم الثالث بالنسبة لمجموع السكان حوالي 80% حسب إحصائيات اليونسكو UNESCO منظمة التربية والتعليم والعلوم الدولية.
ونظراً لأهمية هذه الشريحة من سكان العالم، قررت الجمعية العامة للأُمم المتحدة تسمية عام 1985 العام الدولي للشباب، وذلك بهدف دفع الشباب في العالم إلى المشاركة في عمليات التنمية والسلام الدولي. وتوعية الرأي العام العالمي بالشباب ومشكلاتهم، وحل هذه المشاكل، ودفع الشباب للمشاركة في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يضع على عاتق الاعلام المحلي لدول والاعلام الدولي مسؤولية كبيرة في تطبيق رسالة الأُمم المتحدة نحو الشباب ودورهم الإيجابي، والابتعاد عن السلبيات الضارة بالمجتمع المحلي والمجتمع الدولي، ويشاهد الشباب في معظمهم قنوات العالم التلفزيونية الفضائية، مما يؤثر ذلك وينعكس على سلوكهم، فالأفلام السينمائية الشاذة وغير الهادفة وأفلام العنف قد تكون ضارة بالشباب، بينما برامج المسابقات والارشاد والوعظ والتوعية قد تكون أكثر من غيرها فائدة لهذه الشريحة من المجتمع، وعلى المجتمع في مجال الاعلام الدولي والتلفزيون خاصة أن يتنبه إلى مسؤوليته تجاه شباب العالم الذي يقبل بنهم على برامج التلفزيون والقنوات الاضافية، بالإضافة إلى عالم الانترنت وعالم الصحافة والمجلات المتخصصة ودور السينما. ولذا يقع على عاتق الاعلام الدولي والاعلام المحلي أن يقوم بدور هام في مجال الاذاعة والتلفزيون نحو الشباب في عمل برامج تناقش قضايا الشباب، وواقعهم، وبرامج تتعلق بالتوجيه المهني للشباب والتوجيه الثقافي أيضاً، وتدعيم السلوكيات الجيِّدة والقيم العالية والعادات الحسنة.
وكذلك برامج تساهم في تنمية قدرات الشباب على التفكير الخلاق والابداع والابتكارات، وعرض الدراسات والبحوث التي تتم حول الشباب والتعليق عليها لتبصر الشباب بكيفية مجابهة المشكلات وقضايا الساعة والأحداث الساخنة.

وكثيراً ما نشاهد من برامج على قنوات فضائية تستمتع إلى تعليقات الشباب حول مسائل حيوية هامة، مثل الحروب الدولية والعولمة والغزو الفكري والثقافي، ولابدّ من تشجيع الشباب على المشاركة في مثل هذه البرامج.
ولابدّ من أن يتمتع الشباب بحرية التعبير وإحساسهم بأن آراءهم لها قيمة ووزن في وسائل الاعلام المحلي والدولي، وبالتالي يجب الاستمرار في دعوة الشباب للمشاركة في برامج إعلامية وتعريفهم بأهمية هذه البرامج التي تعود على قطاع الشباب من هذه البرامج.
لابدّ من الاعلام الدولي أن يركز على قضايا الشباب بحيادية وخصوصاً في العالم الثالث، وتصميم برامج اذاعية وصحافية وتلفزيونية تبحث في الحالة النفسية للشباب، وترشيد دور الشباب في التعاون الدولي. وتمثل الرياضة والاعلام الدولي الرياضي ظاهرة صحية، ويجب أيضاً التعامل معها بطريقة مناسبة بحيث تشجع روح التعاون الدولي.
ومن البرامج التلفزيونية في الاعلام الدولي المفيدة للشباب برامج المسابقات، وبرامج الحوارات واللقاءات، وبرامج ابداعات وابتكارات الشباب، وانتاجهم الأدبي والثقافي، ولابدّ من دعم دولي مشترك لهذه البرامج من خلال التلفزيون.
وفي مجال الشباب يلعب التلفزيون كوسيلة إعلام دولي دوراً هامّاً في حياتهم إيجاباً إذا كانت البرامج هادفة، كأن تكون برامج تسلية وترفيهية ومسابقات وارشادية وتربوية ومالية واقتصادية واخبارية وتعالج مشاكل الشباب وقضاياهم ومشاركتهم واندماجهم في المجتمع.
وقد يكون دور التلفزيون سلبياً على الشباب إذا ما نظرنا إلى ما تعرضه القنوات الفضائية من أفلام عنف ورعب وإدمان وقتل ومطاردات بوليسية، مما يثير في نفس الشباب وخاصة في مرحلة المراهقة جنوح نحو ارتكاب الادمان والمطاردات، واستخدام العنف والانحراف، وبالتالي يلزم مراقبة الشباب في مرحلة المراهقة وما بعدها، ومحاولة تنظيم برامج تثقيفية وحجب أفلام الرعب والقتل والجريمة عن الشباب خوفاً من التقليد، كالسطو على البنوك.
وكذلك قد يساعد الاعلام الدولي عن غير قصد باشعال ثقافة الارهاب، وهو يحاول أن يبرز الغزو وميادين القتال والعنف العسكري والغزو الفكري.
ولعل هناك إيجابيات للتلفزيون سواء المحلي أو الدولي في اعداد برامج تلفزيونية تعرض على القنوات المختلفة كوسيلة اتصال جماهيري، تتضمن مواقف تشرح فيها اجراءات تجنب الجنوح عن طريق برامج الحوارات والمناقشات. وكذلك المواد الدرامية الخيالية.
وهكذا فإنّ الإعلام الدولي في مجال التلفزيون نحو الشباب قد يكون تأثيره إيجابياً أو قد يكون سلبياً.
المصدر: كتاب (الإعلام الدولي والعولمة الجديدة)

الجمعة، 24 مايو 2013

60 خلفية من أجمل خلفيات شركة أبل (مع ...ليوبارد Mac OS X)


60 خلفية من أجمل خلفيات شركة أبل (مع ...ليوبارد Mac OS X) 


ونحن نعتقد عندما يتم تغيير خلفيات سطح المكتب باستمرار، فإنه لا يساعد فقط بألهام أنفسنا ولكن أيضا يضفي جمالا على سطح المكتب، ويعطيها نظرة أعذب...أترككم الآن مع اجمل خلفيات شركة ابل




شعار شركة آبل

بود

نظام التشغيل Mac OS X ليوبارد

نظام التشغيل Mac OS X ليوبارد - آلة الزمن

آلة الزمن

ماك بوك، ماك

متفرقات